responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 68

ولهذا نص الحكماء جميعا على تلك الحكمة المعروفة القائلة: [عدم الإثبات لا يعني عدم الثبوت][1]، أو [عدم العلم بالدليل ليس نفيا للمعلوم]، أو [عدم الوجدان ليس نفياً للوجود]

وهي الحكمة التي نص عليها القرآن الكريم عند بيانه لأسباب الكفر وتكذيب الأنبياء، فقال: ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس: 39]

ولهذا، فإن العلم الحقيقي ممتلئ بالتواضع، وهو يقر بالجهل الكثير، وأنه لا يستطيع أن يحكم على العالم والأشياء من خلال المعارف البسيطة التي أحاط بها، بل أحاط بجزئيات قليلة منها.

ولهذا نجد طبيبا وباحثا كبيرا مثل [ألكسيس كاريل][2] يشن حملة شديدة على الذين يحملون العلم ما لا يحتمل، أو يعتبرون العلم وسيلة لإنكار الحقائق التي دل عليها العقل بناء على عدم قدرة المخابر أن تبرهن عليها، لأن مجال المخابر مرتبط بالعوالم الخاصة بها.

وهو يعزو سبب ذلك في كتابه القيم [الإنسان ذلك المجهول] إلى ذلك الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون، وهو توهم أن التقدم الذي حصل في العلوم المادية والتقنية حصل مثله في علوم الإنسان، وذلك غير صحيح، يقول ألكسيس: (هناك تفاوت عجيب بين علوم الجماد وعلوم الحياة؛ فعلوم الفلك والميكانيكا والطبيعة تقوم على آراء يمكن التعبير عنها بسداد وفصاحة باللغة الحسابية.. بيد أن موقف علوم الحياة يختلف عن ذلك كل الاختلاف حتى ليبدو كأن


[1] الإثبات: مأخوذ من الفعل أثبت ومعناه إقامة الحجة والدليل والبرهان، والثبوت: مأخوذ من الفعل ثبت ومعناه الأمر الثابت يقينا في الواقع بغض النظر علمنا به أو لم نعلم به، ويعبر اللغويون عن الإثبات (بفعل متعد)، والثبوت (فعل لازم) فالإثبات أو (واسطة الإثبات) علة اعتقادك والثبوت أو (واسطة الثبوت) تعني العلة الحقيقية.

[2] كان طبيبًا جرّاحًا فرنسيا، ولد في 1873 وتوفي في 1944 في باريس، حصل على جائزة نوبل في الطب عام 1912..

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست