responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 63

والانفعالات الملحقة بها تتصف بخواص المادة نقول إن جسد الإنسان ونفسه الحيوانية هما من المادة.

2. طبيعة داخلية مخالفة تماما للأولى ومغايرة لها، تتصف بالسكون واللازمان واللامكان والديمومة.. وهي العقل بمعاييره الثابتة وأقيسته ومقولاته.. والضمير بأحكامه، والحس الجمالي، والـ [أنا] التي تحمل كل تلك الصفات من عقل وضمير وحس جمالي وحس أخلاقي.

وهذه الـ [أنا] غير الجسد تماما وغير النفس الحيوانية التي تلتهب بالجوع والشبق، ذلك أنها الذات العميقة المطلقة وعن طريق هذه الذات والكينونة والشخوص والمثول في العالم.. وهو شعور ثابت ممتد لا يطرأ عليه التغير لا يسمن ولا يهزل ولا يمرض ولا يتصف بالزمان.. وليس فيه ماض وحاضر ومستقبل.. إنما هو آن مستمر لا ينصرم كما ينصرم الماضي.. وإنما يتمثل في شعور بالدوام.. بالديمومة.

هنا نوع آخر من الوجود لا يتصف بصفات المادة فلا هو يطرأ عليه التغير ولا هو يتحيز في المكان أو يتزمن بالزمان ولا هو يقبل الوزن والقياس.. بالعكس نجد أن هذا الوجود هو الثابت الذي نقيس به المتغيرات والمطلق الذي نعرف به كل ما هو نسبي في عالم المادة.

ويعرض مصطفى محمود لصديقه الملحد المتمسك برأي الفلاسفة الماديين في اعتبار الإنسان ذا طبيعة واحدة هي الطبيعة المادية مجموعة مشاهد نعيشها تثبت ازدواجية الطبيعة الإنسانية، وتثبت في نفس الوقت سيطرة الطبيعة الثانية على الأولى.

ومن أهمها تضحية الإنسان بنفسه، فـ (لحظة التضحية بالنفس حينما يضع الفدائي حزام الديناميت حول جسده، ويتقدم ليحطم الدبابة ومن فيها.. أين جسده هنا؟.. أين المصلحة المادية التي يحققها بموته.. ومن الذي يأمر الآخر؟.. إن الروح تقرر إعدام الجسد

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست