responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 540

َتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (يونس:27)

وهي تشير إلى تجوهر المكثرين من الذنوب والمدمنين عليها بجوهرها، حيث تستحيل صورهم النفسية إلى تلك الجرائم.. ذلك أن الإنسان يعجن بسلوكه في الدنيا الصبغة التي يرتضيها لنفسه، ولهذا عبر الله تعالى عن ذلك الإدمان بكونه محيطا بالإنسان، ومستغرقا فيه، بحيث لا يستطيع الانفكاك عنه.

وهذا أخطر ما في الجرائم والذنوب، ذلك أن عقوبتها لا تحصر فقط في تلك السيئات التي ينالها من ارتكبها، وإنما في تأثيرها في النفس، وغلبتها عليها، حتى ينتكس صاحبها انتكاسة خطيرة، يتحول بعدها إلى صورة ممثلة لتلك الذنوب.

ويشير إلى هذا قوله a: (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)[1]

فقد ذكر a في هذا الحديث كيفية تجوهر الإنسان بما يعمل من الأعمال الصالحة أو السيئة، حتى تصبح صورته ممثلة لها، ولهذا كان الهداة إلى الله ممثلين للقيم النبيلة لتجوهرهم فيها، بسبب تمثلهم لها، كما روي في الحديث: (كان خلقه القرآن)[2] أي أن رسول الله a صار ممثلا للحقائق والقيم القرآنية لتجوهرها في ذاته.

وهذا ما تحقق أيضا لورثته، وهو معنى الوراثة، فهي لا تعني مجرد الحفظ الذهني،


[1] رواه مسلم 4721.

[2] رواه مسلم (746)

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 540
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست