responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 51

والفراق ـ في هذه الفترة الوجيزة لا يمكن أن تنسجم ومقتضى هذا الجود والسخاء)[1]

وهكذا استدل بالعناية الإلهية بإرسال الرسل، على ذلك، فقال: (.. وأنصت إلى الداعين الأدلّاء إلى محاسن الربوبية، وهم الأنبياء عليهم السلام والأولياء الصالحون، كيف أنهم يُرشدون جميعا الناسَ لمشاهدة كمال صنعة الصانع ذي الجلال بتشهيرهم صنعتَه البديعة ويلفتون أنظارهم إليها.. إذن، فلصانع هذا العالم كمال فـائـق عظيم مثير للإعجاب، خفيّ مـستتر، فهو يريـد إظهاره بهذه المصنوعات البديعة، لأن الكمال الخفي الذي لا نقص فيه ينبغي الإعلانَ عنه على رؤوس أشهـادٍ مقـدِّرين مسـتحسنين معجَبين بـه. وأن الكمال الدائـم يقتضي ظهورا دائما، وهذا بـدوره يستدعى دوامَ المستحسنين المعجَبين، إذ المعجَب الـذي لا يـدوم بقاؤه تـسقط في نظره قيمةُ الكمال)[2]

5 ـ الموت وبرهان العدالة:

وهو من البراهين الواضحة التي دلت عليها القوانين التي بني عليها الكون، فكلها تشير إلى أنه بني بموازين دقيقة، وأنه لو تغيرت تلك الموازين لانهد الكون، ولم يبق بالصورة التي هو عليها.

فالعلم الحديث[3] يذكر أنه لو كانت قشرة الأرض أسمك مما هي بمقدار بضعة أقدام، لامتص ثاني أكسيد الكربون الأوكسجين، ولما أمكن وجود حياة النبات، ولو كان الهواء أرفع كثيرا مما هو عليه، فإن بعض الشهب التي تسير بسرعة تترواح بين ستة أميال وأربعين ميلا في الثانية، في إمكانها أن تشعل كل شيء قابل للاحتراق، ولو كانت تسير ببطء رصاصة البندقية لارتطمت كلها بالأرض.


[1] الكلمات، ص72.

[2] المرجع السابق، ص73.

[3] انظر: كتاب العلم يدعو إلى الإيمان أ. كريسي مورسون رئيس أكاديمية العلوم في واشنطن

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست