responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 495

ونحب أن ننبه هنا إلى أن هذه الفاكهة التي ورد النظير لها في الدنيا، لم توصف في طعام المقربين والسابقين، وإنما وصفت في طعام الناجين، أصحاب المراتب الدنيا في الجنة، كما قال تعالى قبلها: ﴿ وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن: 62]، وهو يشير إلى ما سنذكره من أن المراتب الدنيا في الجنة سيرون فيها أشياء شبيهة بالدنيا، وإن كانت أجمل وأفضل منها بكثير، كما قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 25]

وقد علل الفخر الرازي سبب الاهتمام بذكر الفاكهة، بدل سائر الأطعمة، فقال: (الحال في الجنة يشبه حال الشبعان في الدنيا؛ فيميل إلى الفاكهة أكثر فقدمها، وهذا الوجه أصح لأن من الفواكه ما لا يؤكل إلا بعد الطعام)[1]

ومن الفواكه التي ورد ذكرها في الجنة مما له نظير في الدنيا ما عبر عنه قوله تعالى في وصف نعيم أصحاب اليمين: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [الواقعة: 27 - 29]

وهذا يدل على أن هذا النعيم متناسب مع ما كانوا يشتهونه في الدنيا، ولهذا طلبوا أن يوفر لهم في الآخرة، واستجاب الله طلبهم، حتى لو كان ذلك أدنى من النعيم المعد للمقربين، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى عن بني إسرائيل الذين رزقهم الله تعالى طعاما كبيرا، لكنهم رغبوا فيما هو دونه، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ﴾ [البقرة: 61]


[1] المرجع السابق، (29/ 396)

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 495
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست