responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 359

يرجع إلى الموازين الدقيقة الموجودة في الغلاف الغازي، أو في الكون جميعا، ذلك أن مبدع كل الموازين واحد، وهو الله تعالى القائل: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾ [الرحمن: 7]

وإن ذكر أن هذا ممكن في الماديات، لا في المعنويات، فليسأل عن ذلك الجهاز الذي يسمى جهاز كشف الكذب[1]، وهو اختراع بسيط من عقول قاصرة، ومع ذلك يؤدي الكثير من النتائج الملموسة؛ فهل يستحيل على الله أن يخلق جهازا يكشف به كل السيئات الموجودة في الإنسان، ومقدارها فيه على حسب الموازين الموجودة في الفطرة الأصلية.

وهذا الذي ذكرناه ليس مجرد تشبيه، وإنما هو الحقيقة ـ كما تصورها المصادر المقدسة ـ فهي تعرض موازين الآخرة بهذا الاعتبار، لا بتلك الاعتبارات البسيطة، والتي يغذيها الخيال أكثر مما يغذيها القرآن الكريم.

فقد ورد الحديث عن الموازين في القرآن الكريم في مواضع مختلفة، وبين أهميتها، وكونها محل التمييز، ولكنه لم يفصل في كيفيتها، ولا حقيقتها.. وهذا ما جعل الخيال يتدخل، ويستعمل أحيانا بعض الأحاديث المدسوسة، أو تلك التي رويت بالمعنى، ليجعل موازين الآخرة شبيهة بموازين البقالين في الدنيا، وهو ما جعلها موضع تهكم من أطراف كثيرة.

ولذلك نحاول في هذا المبحث بيان حقيقة هذه الموازين ـ كما تدل النصوص المقدسة القطعية ـ وكما فهمها العلماء المحققون، لا الذين يهتمون بالألفاظ، ويتصورون أن لها الطاقة بتصوير المعاني بدقة، حتى تلك المعاني التي لا نجد لها نظائر في هذه النشأة.


[1] جهاز كشف الكذب: هو جهاز قام جون أوجست لارسون باختراعه عام 1921م، وهو أداة تسجل الظواهر الفيسولوجية التي يكشف عنها جسم المتهم الخاضع للاستجواب. كالتنفس وضغط الدم وسرعة النبض. يستعان بها لتقرير ما إذا كان المستجوب(المتهم) كاذبا في ما يقول أم صادقا. استحدث عام 1924 واستخدمه المحققون ورجال الشرطة والقضاة منذ ذلك الحين، ولكن مصداقيته لا تزال إلى اليوم موضع خلاف عند علماء النفس ومحل اعتراض عند الفقهاء والقضاة.

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست