responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 317

من الله تعالى أن يهبه من الولد من يكون وارثا لهديه، ليبلغه لبني إسرائيل سليما نقيا من كل دنس.

وهكذا ورد الإخبار عن هذه السنة الإلهية في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ [فاطر: 32]، ثم بين مواقف الأمم من هؤلاء المصطفين، فقال: ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [فاطر: 32]

ولذلك فإن هذا النوع من الشهود يقدمون تقاريرهم يوم القيامة على العصور والقرى التي كلفوا بها، مثلما نراه في الواقع من أن كل مؤسسة تسند أمورها لشخص معين، يقدم تقريره في الأخير عن كيفية سير المؤسسة في عهده، ومن كان صادقا ومواظبا من الموظفين، ومن كان غير ذلك.

وربما تكون الإشارة الأوضح لهذا النوع من الشهود وأهميتهم هي تلك الواردة في سورة الأعراف، والذي ورد ذكرهم في قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ﴾ [الأعراف: 46]، فهذا الوصف ينطلق على الشهود الذين يميزون الملتزمين بالدين الحقيقي عن غيرهم عن طريق تلك السمات التي تظهر في ذلك الحين.

ويظهر ذلك بوضوح في مخاطبة رجال الأعراف لأهل النار، وتأنيبهم لهم، قال تعالى: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 48، 49]

فهذا يدل على أن أولئك الرجال كانوا يعرفون الأسباب التي انحرف بها المنحرفون، ويؤنبونهم بسببها، ويعاتبونهم على تلك المواقف السلبية التي وقفوها مع المؤمنين.

ويزيد ذلك وضوحا المحل الذي وقف فيه أصحاب الأعراف، وهو ـ كما ذكر المفسرون ـ جبل بين الجنة والنار، أو سور بين الجنة والنار، وهذا يدل على أنه المكان الفاصل

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست