responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 24

لاحتضانه..)[1]

وهذا الدليل يشبه كثيرا الدليل الأنطولوجي لأنسلم وديكارت، ودليل الصديقين للفارابي وابن سينا والملا صدرا.. فكل هذه الأدلة تعتمد على تلك الحقائق التي ركزت في نفس الإنسان، فأصبحت من البديهيات التي لا يحتاج إلى الاستدلال لها.

وكمثال على ذلك فإن الدليل الذي ينص على أن (الموجود الذي لا يمكن تصور شيء أعظم منه لا يمكن أن يوجد في العقل وحده، وبالفعل، حتى إذا كان موجودا في العقل وحده، فمن الممكن أن نتصور موجودا مثله له وجود في الواقع أيضا، وهو بالتالي أعظم منه، وعليه، إذا كان موجودا في العقل وحده، فإن الموجود الذي لا يمكن تصور شيء أعظم منه سيكون من طبيعة تستلزم أن يكون بالإمكان تصور شيء أعظم منه) [2]

والذي ينسب إلى أنسلم يمكن تطبيقه هنا، فالإنسان يشعر بأن هذه الحياة لا تكفي لتلبية رغباته الكثيرة، ولا تفي برد حقوقه المستلبة، ولذلك يتطلع إلى حياة أخرى، يجد في نفسه شوقا كبيرا إليها.وهذه ليست عقدة نفسية كما يتوهم الذين يجعلون من الحياة بعد الموت نوعا من التفكير الرغبوي، ذلك أن هذه الرغبة متفق عليها بين البشر جميعا، وفي جميع العصور، وهي تدل على أن لها واقعا لم نكتشفه لأننا لم نرحل بعد إلى ذلك العالم.ولو كانت تفكيرا رغبويا لانحصرت في أشخاص دون أشخاص، أو طائفة دون طائفة، مثلما نرى الكثير من النزغات الشاذة، أو العقد النفسية التي يحاول المرضى أن يحولوا منها حقائق واقعية، ولو كانت كذلك لاشترك البشر جميعا في الانفعال لها، مثلما يشتركون في عطشهم وجوعهم وأشواقهم المختلفة.


[1] المرجع السابق، ص612.

[2] إميل برهييه في تاريخ الفلسفة (3/51)

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست