responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 10

مقدمه

تعتبر المسائل المرتبطة بحقيقة الموت، والمصير الإنساني بعده من أهم المسائل التي لا يمكن لأي عقل من العقول ألا يهتم بها، ذلك أنها تعطي لوجود الإنسان على هذه الأرض أبعادا جديدة لم يكن ليتصورها لولا ذلك الاعتقاد.

والوجوديون والملاحدة الذين يشاغبون بكونهم لا يهتمون إلا بوجودهم على هذه الأرض، وحياتهم فيها، واستثمارهم لكل لحظة، ويضحكون ساخرين من المؤمنين عند ذكرهم للموت وما بعده، يكذبون على أنفسهم، ذلك أنهم في قرارة نفوسهم لا يختلفون عن سائر الناس في شعورهم بالشوق للخلود والحياة الأبدية، ويتمنون لو يدوم ما هم فيه من نعيم.. ويرون أن أكبر المنغصات حلول الموت بهم، أو بمن يحبونه.

ولذلك نراهم يبذلون أموالا كثيرة لمراكز الأبحاث رجاء أن تزيد في شبابهم سنوات معدودة، أو تطيل من أعمارهم، أو تقضي على الأمراض التي تصيبهم.. وكل ذلك لأجل سنوات محدودة لا تساوي مع الخلود شيئا.

وفوق ذلك نراهم لا يشعرون بأي سعادة عندما يمارسون تلك الحياة اللاهية التي يتصورون أنهم يفرون بها من الموت، أو أنهم يهزمون بها الموت، لأن الموت دائما يتعقبهم ويمر على خيالهم، ولهذا يحزنون لكل شعرة تشيب، أو لكل مرض ينزل، أو لكل مصيبة تحل.

وهكذا تمر حياتهم مليئة بالتشاؤم واليأس الذي عبر عنه [شوبنهاور] فيلسوف التشاؤم المعروف بقوله: (حياة الإنسان كلها ليست إلا نضالا مستميتا من أجل البقاء على قيد الحياة مع يقينه الكامل بأنه سيهزم في النهاية).. وقوله: (ينبغي أن ندمر في داخلنا، وبكل الأشكال الممكنة، إرادة الحياة، أو الرغبة في الحياة، أو حب الحياة).. وقوله: (يُقال أن السماء تحاسبنا بعد الموت على ما فعلنا في الحياة الدنيا.. وأنا أظن أنه بإمكاننا أن نحاسبها أولًا عن

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست