responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 19

شهوات

سألتني ـ بني ـ عن الشهوات، وذكرت لي أنها المصيدة التي أوقع بها الشيطان سهمه من بني آدم، فغواهم وأرداهم وأهلكهم، وأنساهم إنسانيتهم، كما أنساهم ربهم، فتحولوا مثل تلك الشاة التي يجرها الجزار إلى المذبح بحفنة شعير، أو حزمة حشيش.

ثم طلبت مني أن أعطيك الترياق الذي تقضي به عليها، حتى لا يطمع فيك الشيطان وجنوده الذين حولهم إلى صفه، فأصبحوا سدنة لمعبده، وعبيدا لسلطانه.

وكما أوافقك يا بني في حديثك الأول، فإني لا أوافقك في الثاني، ذلك أن محال الشهوات التي استغلها الشيطان ليست سوى تلك اللطائف الجميلة التي زود الله بها روح الإنسان، ليرتقي بها في سلم الكمال.

ولذلك كان القضاء عليها قضاء على حقيقة الإنسان نفسه، ونحن لم نطالب بقتل حقائقنا، وإنما طولبنا بالرقي بها..

نحن لم نُطالب بوقف أجهزة هضمنا عن عملها، لكونها سببا في شهوة المطعم، ولكنا طولبنا بأن نعرف نوع الطعام الذي نأكله، ومواقيت ذلك وآدابه ومقاديره ليتناسب مع إنسانيتنا وكرامتنا وحقيقتنا.. حتى لا تصبح تلك الأجهزة حبالا نخنق بها أنفسنا، ونقضي بها على وجودنا.

وهذا ما يفعله الشيطان الذي يضع أغلاله في أعناق بني آدم عندما لا يحسنون التعامل مع الشهوات، أو عندما يوجهونها خلاف الوجهة التي تقتضيها طبيعتهم.

فالله تعالى وضع فينا الحرص، وجبلنا عليه، لنستعمله في الحفاظ على أنفسنا، وعدم الزج بها في المهالك، ولنستعمله في حفظ من كلفنا بحفظه، وتوفير كل

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست