responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 569

تقتضي أن يذهب جماهير العلماء إلى ذلك، فإن انتشار مثل هذا العلم قد يكون سبيلا من سبل الشقاوة، وفتنة للقلوب المريضة.

ولكن العلم به مع ذلك لا يخلو من مصلحة، بل إن مصلحته للقلوب الواعية والفطر السليمة أعظم من مفسدته.

بل إن ما تحتمله النصوص من هذا المعنى يجيب على الأسئلة الكثيرة التي قد تحتار فيها العقول، ولا تجد لها مسلكا في غير رحمة الله التي وسعت كل شيء.

وقبل أن نذكر الأدلة نحب أن ننبه إلى أن الذين قد يبادرون لإنكار هذا القول، أو يشنعون على القائل به قد لا يتصورون حقيقة الخلود، أو قد لا يعطونها حقها، فلذلك لو تركوا لخيالهم أن يمتد بهم ليتصور بعض حقيقة الخلود، فلربما نزعوا عن بعض التشنيع والمبادرة بالإنكار.

فلذلك نرى أن ما ورد في تحديد فترة مكوث الكافرين في النار من الآثار التي قد لا يسلم لها كافية في الردع والزجر بغض النظر عن ذكر الخلود.

ومن أمثلة هذه الآثار ما ذكره ابن كثير بقوله في تفسير قوله تعالى:﴿ لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً﴾ (النبأ:23):( أي ماكثين فيها أحقاباً، وهي جمع حقب وهو المدة من الزمان، وقد اختلفوا في مقداره، فقال ابن جرير، قال علي بن أبي طالب لهلال الهجري:( ما تجدون الحقب في كتاب اللّه المنزل؟)، فقال:( نجده ثمانين سنة، كل سنة اثنا عشر شهراً، كل شهر ثلاثون يوماً، كل يوم ألف سنة) [1]

والحقب الواحد بذلك يصبح ثمانية وعشرين مليونا وثمانمئة ألف سنة [ 28800000 ] مع أن الله تعالى ذكر أن مكثهم يستمر أحقابا بدون تحديد، وبذلك يصبح


[1] الدر المنثور: 8/395.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 569
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست