responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 80

الذي عاشه، والذي لا تزال ترتسم ذكرياته في ذهنه يستأنس بها.

قلت: ألهذا إشارة من القرآن الكريم؟

قال: أجل، قوله تعالى:﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ﴾ (التوبة:25)، فقد وردت هذه الآية في موضع من مواضع الألم تذكرهم بأفضال الله السابقة لتملأهم أنسا بها.

قلت: لقد قال الشاعر في هذا وأحسن:

فلا تجزع وإن أعسرت يوماً

فقد أيسرت في الزمن الطويل

ولا تظنن بربّك ظنّ سوءٍ

فإنّ الله أولى بالجميل

قال: هذه سنة الله في عباده، فهو يبتلي بالسراء والضراء، فمن ابتلي بالسراء لا بد أن يبتلى ببعض الضراء، ومن رحمة الله محدودية الضراء بجنب السراء.

قلت: لقد أشار ابن مسعود إلى هذا بقوله: (لكل فرحةٍ تَرْحة، وما مُلِىءَ بيتٌ فرحاً إلا مُلِىءَ تَرحاً)

قلت: فما سر جعل البلاء محدودا؟

قال: لأن القصد منه هو الاختبار، والاختبار محدود من حيث الأسئلة المطروحة فيه، ومن حيث المدة التي تطرح فيها تلك الأسئلة.

قلت: فما هي المكاسب التي أنالها من هذه المحدودية؟

قال: أول مكسب لك في هذا هو تقليل عدد مصائبك وتحجيمها، بل تقزيمها، كما قال بعض الصالحين: (إذا نزلت بك مصيبة فصبرت، كانت مصيبتك واحدة، وإن نزلت بك ولـم تصبر، فقد أُصبت بمصيبتين: فقدان المحبوب، وفقدان الثواب)

قلت: لقد ذكرتني ـ يا معلم ـ بأحاديث جميلة للصالحين، فإنهم لا يغفلون بما حل بهم من بلاء عما بهم من نعم الله:

فقد حدث بعض الصالحين، قال: مررت بعريش من مصر وأنا أريد الرباط، فإذا أنا

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست