responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 59

قال: لقد جعل الله البلاء الذي حل بيونس u مؤدبا له، وزاجرا عما وقع فيه.

قلت: فيمكن لهذا الاستشهاد بما وقع لآدم u من أكله من الشجرة بعد أن نهي عنها.

قال: أجل.. فقد ابتلي ليؤدب أمام أوامر ربه، وليعرف مدى عداوة الشيطان له، فكان ظاهر بلائه نقمة، وباطنه رحمة، قال تعالى:﴿ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ (لأعراف:22)

قلت: ولكنه ـ مع ذلك ـ وللأسف ـ خرج من الجنة.

قال: من أكبر نعم الله على آدم u أنه خرج من الجنة.

قلت: ما هذا ـ يا معلم ـ أكانت الجنة نارا حتى يكون خروجه منها نعمة؟

قال: لم تكن نارا، ولكن سكونه إليها هو النار.. لقد انقلب آدم u بعد خروجه من الجنة شخصا آخر.

قلت: كيف.. فآدم الذي دخل الجنة، هو آدم الذي خرج منها.

قال: ولكنه ـ عندما خرج منها بأسياف البلاء ـ تحقق فيه ما أريد منه من منصب الخلافة العظيم الذي خلق له.

قلت: لقد ذكرتني بكلام لبعضهم على لسان الحضرة الإلهية يقول فيه مخاطبا آدم u: (يا آدم لا تجزع من قولي لك:﴿ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾ (لأعراف:24)، فلك ولصالح ذريتك خلقتها.. يا آدم كنت تدخل علي دخول الملوك على الملوك، واليوم تدخل علي دخول العبيد على الملوك.. يا آدم لا تجزع من قولي لك:﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُم﴾ (البقرة:216)) [1]


[1] الفوائد:35.

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست