responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 41

الأسلحة شره عنه بلا استعمالها وضربها!؟)

وقياسا على هذا (لو قرأ رجل مائة ألف مسألة علمية وتعلمها، ولم يعمل بها: لا تفيده إلا بالعمل)[1]

قلت: فما طريق وصول القلب لهذه المعاني؟

قال: بالمجاهدة، والمصابرة، وقد قيل لبعضهم: (متى يبلغ العبد إلى مقام الرضى)، فقال: (إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه، فيقول: إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت)

السكون لمقادير الله:

خرجت مع المعلم إلى القاعة الثالثة من قاعات الغيبة بالله، وهي قاعة (السكون لمقادير الله)، وقد علق على بابها لوح من نور كتب عليه قوله تعالى:﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ (الأحزاب:36)

سمعت في مدخلها أصواتا حانية قوية تقول: (إن لم تستطع أن تبلغ تلك الدرجات الرفيعة التي نزلها الأولياء، فنالوا بها الفرح والرضوان، فلا تنزل إلى دركات المعرضين المعارضين لله، فتخسر خسارتين عظيمتين:تخسر ربك الذي لا يرضى أن يعارض في ملكه أو يعقب عليه في تدبيره.. وتخسر صحتك وراحتك التي لن يعوضها اعتراضك)

قلت: يا معلم.. ماذا تقول هذه الأصوات؟.. وما هذه القاعة؟.. وما الفرق بينها وبين القاعة السابقة؟.. فإني لا أرى الرضى إلا سكونا لمقادير الله.

قال: هذه القاعة تجيب الشبهة التي ينفخها الشيطان في نفسك، وفي كل النفوس الضعيفة، ليقول لها: (كيف ترضي عنه، وهو يسومك بأنواع البلاء، أليس هو الطبيب الشافي؟)


[1] رسالة (أيها الولد) لأبي حامد الغزالي.

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست