responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 278

بن مفلح: (وليحترز الحسن من العين والحسد بتوحيش حسنه)[1]

وقد اعتبر بعضهم هذا مما شرعه الله من أسباب الوقاية مستدلا عليه بقوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ﴾ (النساء – الآية 71) قائلا: (وهو يعم الحذر من كل ما فيه ضرر على النفس أو المال)[2]

قال: إن هذا الكلام يحمل أنفاسا من شؤم التطير، وخطره عظيم، لأن الأدلة الشرعية تأمر بإظهار نعمة الله لا سترها، وقد قال a: (من كان له شعر فليكرمه)[3]، وقد قال a: (إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس)[4]

قلت: ولكن النبي a قال: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود)[5]

قال: إن هذا الحديث لا يدل على هذا المعنى، بل هو من جنس قوله تعالى على لسان يعقوب u:﴿ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ (يوسف:5)

فالخوف الذي خافه يعقوب u هنا ليس خوفا من العين، وإنما الخوف من كيد إخوته له، ولذلك أمر النبي a بالكتمان عن الحسدة حتى لا يسعوا في خلاف مقصود المحسود.


[1] الآداب الشرعية – 3 / 60

[2] انظر: المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين - 218، 219.

[3] أبو داود.

[4] البيهقي عن أبي سعيد.

[5] العقيلي، وابن عدي، والطبراني في الكبير، وأبو نعيم في الحلية، والخرائطي في إعتلال القلوب وابن عساكر، قال المناوي في فيض القدير (1/493): الحديث ضعيف ومنقطع، ولما ساق الحافظ العراقي الخبر المشروح جزم بضعفه واقتصر عليه.

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست