responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 18

يأكل لحمه، فرآه بعض الناس، فحزن عليه، فقال: من هذا الفضولي الذي يدخل بـيني وبـين ربـي، لو قطعني إرباً إرباً ما ازددت له إلا حباً؟

قلت: هذا الحب..

قال: وهو منبع من منابع السكينة، ومخدر من مخدرات الألم.

صاح صوت آخر: كن كالذي عبد الله بابتسامة الأنين، فجعله الله أعبد أهل زمانه، يروى أنّ يونس u قال لجبريل: دلني على أعبد أهل الأرض. فدله على رجل قد قطع الجذام يديه ورجليه وذهب ببصره، فسمعه وهو يقول: إلهي متعتني بهما ما شئت أنت، وسلبتني ما شئت أنت، وأبقيت لي فيك الأمل يا بر يا وصول.

قلت: هذا صوت الأمل.

قال: وهو صوت العارفين بالله المحسنين الظن به.. وهو صوت السعادة الطامحة إلى المعالي.

صاح صوت آخر، كأنه يجمع الأصوات جميعا: كن مثلهم، فابتسموا في الوقت الذي أن فيه غيرهم، وفرحوا في الوقت الذي حزن فيه غيرهم، وحمدوا الله في الوقت الذي ضجر فيه غيرهم، فنالوا الرضى، وفازوا بالجنتين جميعا، جنة الدنيا وجنة الآخرة.

قلت لمعلم السلام: فما كان حاديهم في ذلك.. من فتر ثغورهم بالابتسامة العذبة، وخدر آلامهم من غير ترياق؟

قال: بلسمان شافيان: أما الأول فقد غابوا بالله عما سواه، حبا له، ورضى به، وسكونا لمقاديره.. وأما الثاني، فنعم الله التي ينطوي عليها البلاء، فالمبتلى عامل عند الله، وللعامل حظ من اسم الله (الشكور) يناله لا محالة، فيغيب بنواله عن كل ألم.

قلت: فأين نجد هذين البلسمين؟

قال: لكل منهما قاعة علاجه الخاصة.. فهلم إليهما.

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست