responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 159

قلت: ولكن القول بالسببية له تأثيره الخاص.

قال: لا.. بل إن القول بكون الدعاء أمارة قد يكون أكثر تأثيرا في الدعوة إلى استعمال الدعاء من القول بالسببية.

قلت: كيف هذا؟

قال: لأن الداعي إذا عرف أن الدعاء علامة على استجابة الله قد يجعله أكثر إقبالا عليه من اعتقاده سببا، فالسبب قد يقصر عن تحقيق المطلوب بخلاف جعله علامة..

قلت: لقد ذكرتني بشاعر اقتبس هذا المعنى، فأحسن، فقد قال:

لو لم ترد نيل ما أرجوه وأطلبه من جود كفيك ما علمتنى الطلبا

قال: وهناك ناحية أخرى أهم من هذه.

قلت: وما هي؟

قال: هي الأثر الروحي الذي يتركه اعتقاد كون الدعاء أو العبادة أمارة لا سببا في حد ذاته.

قلت: أإلى هذه الناحية أشار العارفون عند حديثهم عن الدعاء، فقد نبه أبو الحسن الشاذلي إلى الاشتغال بمناجاة الله قبل الاشتغال بتحقيق المطالب، فقال: (لا يكن همك في دعائك الظفر بقضاء حاجتك فتكون محجوباً، وليكن همك مناجاة مولاك)؟

وقال ابن عطاء الله: (لا يكن طلبك تسبباً إلى العطاء منه، فيقل فهمك عنه. وليكن طلبك لإظهار العبودية، وقياماً بحقوق الربوبية)؟

ثم علل كون الطلب لا يكون سبباً للعطاء بثلاث علل:

أما العلة الأولى، فعبر عنها بقوله: ( كيف يكون طلبك اللاحق سبباً في عطائه السابق؟)، فعطاء الله للعبد عطاء أزلي سابق، وهو السبب في العطاء الحادث، والسبب لا بد من تقدمه على المسبب، وهو كما قال الواسطي: أقسام قسمت، وأحكام أجريت، كيف تستجلب

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست