responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 15

اولا-حصن الغیبه

دخلنا الحصن الأول من حصون الروح.. كان النور يشع فيه من كل النواحي.. وهو نور هادئ مريح تكاد النفس تغيب في جماله.. وكان النور يكتب بإشعاعاته عبارات حاولت قراءتها بعيني، فلم أفلح، قلت لمعلم السلام: ماذا تكتب هذه الأنوار؟

قال: اسمعها ببصيرتك.. ولا تقرأها بعينك.

أصغيت بأذن بصيرتي، فسمعت صوتا حانيا يتوجه إلي قائلا: لا تحزن إن ألمت بك الأدواء، وطافت بجسمك السموم، وانتهض جيش الشيطان ليملأ قلبك هما وحزنا.

لا تحزن.. واجعل من أدواء جسمك أدوية لقلبك، وحول من تثاقل ذاتك الطينية سموا لذاتك الروحية.

قلت: يا معلم.. ما هذا الصوت؟

قال: هذا هو صوت أطباء البصيرة.. فهم يخاطبون أعماقك لا جوارحك.

قلت: أكل أطباء هذ المستشفى بهذه الصفة؟

قال: لا.. لكل قسم طبيعته الخاصة.. أما في هذا القسم، فلن تسمع إلا بالبصيرة.. ولن ترى إلا بالبصيرة.. أليس هو قسم (الغيبة)

قلت: إن هذا الصوت يكلفني ما لا يطيق بشر فعله، فكيف أترفع عن ذاتي الطينية، وأنا حبيسها، وكيف أجعل من الأدواء دواء.. علمني، فإني لا أكاد أفهم شيئا؟

قال: سر معي، ولا تسأل.

نهضت لأسير، فقال: إلى أين؟

قلت: ألم تطلب مني أن نسير؟

قال: ألا سير إلا بالأرجل؟

قلت: هذا ما نعرفه.

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست