قلت: ولهذا توسل إبراهيم u إلى الله بالشفاء، فقال:﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ
فَهُوَ يَشْفِينِ﴾
(الشعراء:80)
قال: أجل.. يشفي من كل شيء.. من أمراض الحس وأمراض المعنى،
هو خالق الدواء، وملهم الأطباء، ورازق الشفاء، فما أنزل الله داء إلا أنزل له
شفاء.
قلت: لقد ورد في النصوص ما يدل على هذا، فقد وورد في
القرآن الكريم التنصيص على ما جعل الله في العسل من الشفاء، فقال تعالى:﴿ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ
الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ
مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
(النحل:69)
وورد طلب الشفاء من الله تعالى في الأمراض الحسية، قالa: (من عاد مريضاً لم يحضر أجله
فقال سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك
المرض)[1]
وأما المعنوية والنفسية، فقد قال تعالى في بيان
خصائص كلامه:﴿
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ
لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (يونس:57)
قال: ولهذا ورد هذا الاسم في أدعية الاستشفاء، ففي الحديث أن
النبي a
كان يعوِّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: (اللهم رب الناس أذهب البأس واشفه
وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً)[2]
المغيث:
[1] أبو داود، والترمذي،
وقال: حسن غريب، والحاكم عن ابن عباس.