responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 69

آمَنُوا إِنهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِني أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَاقَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ الله إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ &﴾ [هود: 29، 30]

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاستشعر في نفسك أن كل من تراه من المستضعفين والبسطاء الذين يحتقرهم الناس قد يكونون من هؤلاء الذين تحدثت عليهم هذه الآيات الكريمة، فاحذر أن يكون موقفك نفس موقفهم، فتهلك الهلاك الأبدي.

العلاج السلوكي:

وأما العلاج الثاني، وهو نتيجة العلاج الأول، فيبدأ بمراعاة تلك الشعائر التعبدية التي كلفنا الله تعالى بها ليربينا، ويهذب نفوسنا، فقم بها صادقا معها، وراع المقاصد التي قصدت بها، حتى تتحقق فيك كل المعاني التي أريدت لأجلها.

وقد ذكر الإمام علي بعض تلك المقاصد المودعة فيها، وأن من بينها إخراج الكبر من النفس، وتمييز المتكبرين عن غيرهم، فقال: (عن ذلك ما حرس الله عباده المؤمنين بالصّلوات والزّكوات، ومجاهدة الصّيام في الأيّام المفروضات، تسكينا لأطرافهم، وتخشيعا لأبصارهم، وتذليلا لنفوسهم، وتخفيضا لقلوبهم، وإذهابا للخيلاء عنهم، ولما في ذلك من تعفير عتاق الوجوه بالتّراب تواضعا، والتصاق كرائم الجوارح بالأرض تصاغرا، ولحوق البطون بالمتون من الصّيام تذلّلا، مع ما في الزّكاة من صرف ثمرات الأرض وغير ذلك إلى أهل المسكنة والفقر. انظروا إلى ما في هذه الأفعال من قمع نواجم الفخر، وقدع طوالع الكبر) ([58])إن هذه الكلمات ـ أيها المريد الصادق ـ تدلك على العلاج السلوكي للكبر، وهو مقاومته بما هو ضده.. فإذا كان الكبر يدعوك إلى تصعير خدك، فألنه.. وإن كان يدعوك إلى


[58] نهج البلاغة: خطبة 192.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست