responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 238

أن تحفظ نفسك من الوقوع في أغلال هذين المثلبين الخطيرين اللذين لن تخمد نارهما حتى تحرق كل أخضر ويابس من المكارم التي زرعها الله فيك، وطبعك عليها، ورباك بها.

الحقد وعلاجه:

أول علاج للحقد ـ أيها المريد الصادق ـ هو أن تعلم الأصناف التي اتصفت به، والتي أخبر الله تعالى أنها جميعا من المستحقين للعذاب الشديد، ولذلك فإن المتلبس به، سيكون ـ وفق قانون الزوجية والمثلية ـ معهم.. فالمرء مع من شاكله، وما كان الله تعالى ليعذب قوما نتيجة عمل معين، ثم يترك آخرين قاموا بنفس العمل من غير أن يعذبهم؛ فذلك يتنافى مع العدالة الإلهية.

ولذلك قال تعالى معقبا على العقوبة التي عوقب بها قوم لوط عليه السلام: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ [هود: 82، 83]

وقال عن العقوبة المرتبطة بعبدة العجل:﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ﴾ [الأعراف: 152]، وقال: ﴿ وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 127]

وهكذا، فإن قوانين العدالة الإلهية واحدة، وتطبق على الجميع، ولا يمكن لأحد أن يدعي أنه بمنجاة منها، كما قال تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ [النساء: 123]

فلا تلتفت ـ أيها المريد الصادق ـ لمن يكذب عليك، ويوهمك أن هذه الأمة مرحومة، وغيرها معذب.. فالله تعالى لا يفرق بين الأمم، وإنما يتعامل معها جميعا معاملة واحدة، وفق قوانينه التي لا تحابي أحدا.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست