قلت:
أيمكننا أن نصاحب رسول الله a،
ونحن في هذا العصر البعيد؟
قال:
خاب من لم يتخذ رسول الله a
صاحبا.. وهل هناك أشرف أو أكرم على الله منه.
قلت:
لقد ذكرتني ببعض الصالحين، وهو أبو العباس المرسي؛ فقد كان يقول: (لو غاب عني رسول
الله a ساعة ما عددت نفسي من
المسلمين)[1].. ومثله الشيخ علي الجمل
العمراني، فقد كان يقول: (مما منَّ الله به عليَّ أني ما ذكرتُ رسول الله a ولا خطر على قلبي إلا وجدتني
بين يديه)[2]
صحبة الكون:
قلت:
لقد ذكرت لي أن أصدقاءك بحدود الكون.. فهل تراك تصادق الشجر والحجر.. وتلك
الحيوانات العجماوات اللاتي لا تعرف إلا مرعاها؟
قال:
وما لي لا أصادقها، ونحن جميعا إخوان في مملكة واحدة، لرب واحد.. نتطلع جميعا إليه
بشوق وحنان، ليمدنا بفضله ومدده.
قلت:
لقد قبلت منك ما ذكرت لي سابقا.. لكني الآن أراك بدأت تخرج عن حدود العقل.. فهل
هناك عاقل في الدنيا يقول ما تقول؟
قال:
ألم تسمع كتاب ربك، وهو يذكر تسبيح الكائنات جميعا؟