قلت:
حدثتني عن أسرار العداوة.. فحدثني عن أسرار الصداقة.. وعلاقتها بأسرار الحياة.
قال:
بعد أن كشف الله لي من أسرار العداوة ما شاء أن يكشفه لي.. رحت أبحث عن أسرار
الصداقة..
وقد
دعاني إلى ذلك البحث أني كنت أعلم علم اليقين أن الله ما أودع في فطرتي الحنين إلى
اتخاذ الأصدقاء إلا وقد وفر لي في هذه الحياة من يصلح أن أتخذه صديقا..
علمت
ذلك علم اليقين.. لكنه لم تنكشف لي أسرار ذلك، ولا كيفياته إلا بعد تلك الرحلة
التي سرتها في الأرض، وكنت فيها كذلك الصحفي الجوال الذي أراد أن يحقق في قضية من
القضايا المعقدة، ولذلك اضطر لأن يلبس في كل مرة لباسا جديدا ينسجم مع القضية التي
يريد التحقيق فيها.
وقد
شاء الله أن يكون أول من ألتقي بهم ـ أثناء بحثي عن أسرار الصداقة ـ نفرا من
الشعراء، وأنت تعرف قدرة الشعراء على تصوير الواقع.. وقد رأيت منهم جميعا من
التشاؤم ما ملأني رغبة عن الصداقة.. وعن جميع أسرار الصداقة..
كان
أولهم شاعرا، رأيته عندما زرت قبيلة خزاعة.. وكان يضع كلتا يديه على جميع خديه،
وهو يردد بحزن قائلا: