وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [الأعراف: 169]، وذكر في مقابلهم الصالحين الذين تمسكوا بالكتاب بدل التمسك بالدنيا، فقال: ﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾ [الأعراف: 170]
4 ـ الشيطان
قلت: لم يبق من الأعداء إلا الشيطان، وأظن أنك بحديثك عن النفس والهوى والدنيا قد أخرجت الشيطان، حيث لم يبق له أي دور مع هؤلاء الأعداء الثلاثة.
قال: لا.. الشيطان هو الركن الأكبر من أركان العداوة.. ذلك أنه مشعل نيران الفتن، وموقدها، وهو الذي يحول بين الخلق وإطفائها.
قلت: ألم تذكر أن ذلك دور النفوس المغذاة بسموم الأهواء؟
قال: وهل تعلم مصدر الأهواء؟
قلت: النفوس..
قال: النفوس مستعدة للخير بقدر استعدادها للشر، ولذلك إن وجدت من ينفخ فيها روح الخير، ويشجعها عليه، لاكتفت به.
قلت: فهل هناك من يرجح جانب الشر فيها، ويحثها عليه؟
قال: أجل.. وهو الشيطان.. فكل ما تراه من غواية وضلالة وفتن وأهواء للشيطان يد فيها.. فمهمته هي الغواية.. ألم تسمع لقوله تعالى، وهو يخبرنا عن وعيد الشيطان للإنسان: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [الحجر: 39، 40]
قلت: بلى.. فما فيها من العلم؟