responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 33

حروب.. فالحروب العالمية لم تكن إلا وقودا لهذه الوطنية المزيفة.

قلت: لكن حب الوطن شيء راسخ في النفوس..

قال: فرق بين أن تحب وطنك، وبين أن تجعله وقودا لإشعال الحروب، ونشر المظالم.. فقد خلق الله لنا الأرض لنسكنها، ونعرفه من خلالها، ولم يخلقها لنا لتكون ميدانا للحرب والصراع.

قلت: لقد ذكرتني بما ذكره الله تعالى عن أقوام الأنبياء، وكيف توهموا أن الأرض ملكهم، يدخلون من شاءوا، ويخرجون من شاءوا، لقد قال في ذلك: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِين ﴾(إبراهيم:13)

قال: أنت تذكرني بما يقوله قومي عني؛ فهم يتهمونني كما يتهمون كل من دعاهم إلى الأخوة والإنسانية وإقامة الصلح بكونه مفتقدا للوطنية.. فهم يتصورون أنهم ـ بتلك الأهواء ـ وحدهم المواطنون والوطنيون وغيرهم عملاء أو خونة أو يريدون أن يخرجوا أهل الأرض من أرضهم.

قلت: لقد ذكر الله تعالى هذا أيضا.. فقد ذكر أن الوطنية هي الورقة التي كان يلعب بها فرعون عندما خاطب قومه وعيناه مغرورقتان بالدموع حزنا على الوطن الذي يريد موسى أن يسلبه من المصريين؛ فقد قال يذكر مقولة فرعون لقومه: ﴿ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ﴾ [الشعراء: 34، 35]

قال: ولذلك سير الجيوش لحربه.. كما سيرت جميع جيوش العالم من أجل هذا الهوى الذي استغله الشيطان لينفخ نيران العداوة بين الخلق.

2 ـ النفس

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست