responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 221

وكان إذا ما اجتمع مع صديقنا الثاني قال له: قبل أن تقدم لي نصائحك، اسمع مني هذه المقطوعة:

يقول المتقون غدا ستحيا

على ما كنت في هذي الحياة

لذا اخترت الحبيبة والحميا

لأحشر هكذا بعد الممات

أما الصديق الثاني، فكان تقيا ورعا ممتلئا بكل معاني الزهد والنبل، وكان مخلصا في نصيحته لصديقه الذي كان يعمل معه في نفس الشركة، ثم افترقا بعد أن نال الصديق الأول حظه من الدنيا بصفقة مشبوهة تحول بها من عامل بسيط إلى ثري صاحب مال كثير.

وقد حصلت بينهما بعض الشحناء بسبب ذلك؛ فكلاهما كانا محاسبين في شركة كبيرة، وعرضت على كليهما بعض الرشاوى لتزوير بعض الحسابات؛ فقبل الأول، وأعرض الثاني.

وقد كان من نتائج ذلك أن أصبح الأول في قمة الثراء، بينما بقي الثاني في حياته البسيطة التي تشبه حياة كل الموظفين العاديين.

لست أدري بدقة سبب الحادث، ولا كيف تم، لكني سمعت الكثير يذكر أن الأول هو الذي حاول أن يدهس الثاني بسيارته، بعد أن خاف أن يشي به، وبما قام به من تزويرات، وما نال على ذلك من رشاوى.

وكان من نتائج ذلك أن كليهما أصيب إصابة بليغة، ألجأته إلى المستشفى، ثم مات بعدها.. ليبقى سرهما في طي الكتمان عن كل الجهات.. إلا تلك الجهات المقربة منهما، والتي ذكرت سبب الحادثة.

لست أدري كيف أصابتني غفوة، وأنا بجانب قبرهما، أتذكر تلك الأيام التي جمعتني بهما..

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست