responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 149

قلت: صدقت.. ولكني سمعت بعض قومنا يزهد في الزهد، ويذكر أنه من الدنس الذي شوهت به شريعة الله، وأن رسول الله a لم يكن زاهدا.. وأن كل أحاديث الزهد جاءتنا من رهبان الديانات المنحرفة.

قال: ويلهم.. ألم يقرؤوا قوله تعالى: ﴿وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ (طه:131)، وقوله: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾ [الشورى: 20]؟

قلت: بلى.. ولكنهم راحوا يؤولونها بصنوف التأويلات.. وأنت تعلم أن القرآن الكريم حمال وجوه.

قال: ويلهم.. ألم يرجعوا إلى رسول الله a وورثته في فهمها.. ألم يعلموا بأنه a كان أعظم داعية للزهد.. بل كان أعظم الزاهدين.. ففي الحديث أن رجلا أتى النّبيّ a، فقال: يا رسول اللّه، دلّني على عمل، إذا أنا عملته، أحبّني اللّه، وأحبّني النّاس، فقال رسول اللّه a: (ازهد في الدّنيا يحبّك اللّه، وازهد فيما في أيدي النّاس، يحبّوك)[1]

وكان يردد مرتجزا[2]:

اللّهمّ لا عيش إلّا عيش الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره

وكان يعظ أصحابه وأمته كل حين بشأنه، ويقول مفسرا قوله تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)﴾ (التكاثر): (يقول ابن آدم: مالي، مالي.. وهل لك يا بن آدم من مالك إلّا


[1] رواه ابن ماجة، 4102.

[2] رواه البخاري، 2801 ، ومسلم، 1804.

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست