responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 143

خاضعين أذلاء مستكينين.

قال: أولئك شر الناس، وإن بدوا للناس أنهم خيرهم، ذلك أن الشيطان استحوذ عليهم، واستثمر إخلاصهم وصدقهم، ليضرب دينهم.

قلت: ولكن كيف لم يخلصهم الإخلاص؟.. وكيف لم ينجهم الصدق؟

قال: الإخلاص والصدق يحتاجان إلى الاتباع.. وأولئك قد عبث الشيطان بهذا الجانب منهم، فلذلك بدل أن يتبعوا أهل الهدى اتبعوا أهل الهوى.

قلت: لقد ذكرتني بسورة الفاتحة؛ فقد اعتبر الله تعالى فيها السراط المستقيم هو اتباع أهله من الذين أنعم الله عليهم.

قال: وأولئك قد تركوا من أمروا باتباعهم، ورفضوا أن يركبوا سفينتهم، ثم لجأو بعدها لسفن شتى، كل سفينة أخذت بهم طريقا من الطرق.

قلت: لقد ذكرتني بحديث لرسول الله a يقول فيه: (إن الله ضرب مثلا صراطا مستقيما، على كنفي الصراط، زوران لهما أبواب مفتحة، على الأبواب ستور، وداع يدعو على رأس الصراط، وداع يدعو فوقه: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [يونس: 25]، والأبواب التي على كنفي الصراط حدود الله، فلا يقع أحد في حدود الله حتى يكشف الستر، والذي يدعو من فوقه واعظ ربه)[1]

قال: صدق رسول الله a.. وهذا مبدأ الورع.. فلا ورع من دون اتباع.. ولا اتباع من غير معرفة من أمرنا باتباعهم.

قلت: لقد كنت أحسب الورع ذلك الذي ذكر فيه رسول الله a (الرجل يطيل


[1] أحمد (4/183)، والترمذي (2859)، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/11714)

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست