responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 125

ج ـ سنة الاعتدال:

قلت: وعيت هذا.. فما سنة الاعتدال، وما علاقتها بسنن التغيير؟

قال: ويمكنك أن تسأل أيضا عن علاقتها بسنة الثبات.

قلت: إن أجبتني عن علاقتها بسنة الثبات، فقد أجبتني عن الجميع.

قال: ألم تسمع قوله a: (لكل عابد شرة، ولكل شرة فترة، فإما إلى سنة، وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنة، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك)[1]

قلت: بلى.. فما علاقته بالاعتدال والثبات؟

قال: لقد أخبر رسول الله a أن أول الانحرافات التي يقع فيها العبّاد، ويأتيهم الشيطان من خلالها، تلك الشرة والتنطع والتطرف، والذي يجعلهم ينشئون دينا جديدا وقيما جديدة تتناسب مع تطرفهم، سماها رسول الله a بدعة.

قلت: لقد ذكرتني بما فعله الرهبان، فقد وصف الله تعالى تطرفهم وتنطعهم فيها، فقال: ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾ [الحديد: 27]

قال: ولذلك كان الاعتدال هو أول ركن من أركان الثبات.. فمن خرج عنه تعرض للكثير من الهزات التي قد تخرجه من الدين نفسه.

قلت: لقد ذكرني حديثك هذا بقوله a: (إنّ هذا الدّين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغّض إلى نفسك عبادة الله فإنّ المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى)[2]


[1] رواه أحمد (11/ 9)

[2] البيهقي في السنن الكبرى (3/ 18)

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست