responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 56

وقال a: (الكيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق من أتبع نفسه وهواها وتمنى على الله الأماني)[1]

ومن هؤلاء من يغترون بتصورهم أن كفة حسناتهم ترجح على كفة السيئات، فترى الواحد منهم يتصدق بدراهم معدودة من الحلال والحرام، ويكون ما تناوله من أموال الناس والشبهات أضعافا.. وهو كمن وضع فى كفة الميزان عشرة دراهم، ووضع فى الكفة الأخرى ألفاً، وأراد أن تميل الكفة التى فيها العشرة.. وذلك غاية الجهل..

ومن هؤلاء من إذا عمل طاعة حفظها واعتد بها، كالذى يستغفر بلسانه أو يسبح فى الليل والنهار مثلا مائة مرة أو ألف مرة، ثم يغتاب المسلمين ويتكلم بما لا يرضاه الله طول النهار، ويلتفت إلى ما ورد فى فضل التسبيح.. ويغفل عما ورد فى عقوبة المغتابين والكذابين والنمامين والمنافقين.. وذلك محض الغرور، فحفظ لسانه عن المعاصى آكد من تسبيحاته.

وإلى هؤلاء جميعا يشير ما ورد في الحديث من أن النبي a توضأ، فأحسن الوضوء ثمّ قال: (من توضّأ مثل هذا الوضوء، ثمّ أتى المسجد فركع ركعتين، ثمّ جلس غفر له ما تقدّم من ذنبه)، وقال: (لا تغترّوا)[2]

العلماء:

قام آخر، وقال: ما دمت قد ذكرت بأن الغرور يصيب كل طوائف الخلق.. فهل يصيب العلماء؟

قال الجيلاني: ما دام العلماء من طوائف الخلق.. وما داموا يتعرضون لوساوس الشياطين.. وما دامت لهم نفوس أمارة.. فلاشك أن الغرور يصيبهم كما يصيب سائر الناس.

لقد ذكر الله ذلك، فقال :﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ


[1] رواه الترمذي بسند حسن.

[2] رواه البخاري.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست