responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 421

عاشرا ـ الشاهد

قلت: فحدثني عن رحلتك العاشرة.

قال: خرجت من دمشق متوجها إلى المدينة المنورة.. تلك المدينة العظيمة التي شرفت بأن تكون المنارة التي امتد نورها إلى المشرق والمغرب، فمنها انطلق الدعاة إلى الله يحررون عباد الله، ويخرجونهم من الظلمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

لا أكتمك أني بمجرد أن تنسمت أريج المدينة العطر حتى راح قلبي الذي امتلأ بحب حبيبه يشدو بما قال الشاعر الصالح:

أتيتُك راجلاً وَوَدِدْتُ أني

مَلَكْتُ سَوَاد عيني أَمْتَطيهِ‌

وما لي لا أسِيرُ على المآقي

إلى قبرٍ رسولُ الله فيهِ

أمام قبر رسول الله a.. وفي ذلك المحل الذي تذوب فيه القلوب، وتنهمر العيون، وتتصل الأرض بالسماء، وينمحي الزمان والمكان.. أحسست بروحي ترفرف في الملأ الأعلى في عوالم الجمال التي لا كدورة فيها ولا شوائب.. وهناك.. وفي ظلال تلك السعادة التي ليس فوقها سعادة.. تذكرت أولئك الملايير من البشر الذين رضوا بأن يعيشوا في الظلمات تاركين هذه الأشعة العظيمة الجميلة الدافئة المنيرة التي أرسلها الله لتكون رحمة للعالمين.

تذكرتهم، فامتلأت هما وحزنا.. لا عليهم وحدهم.. بل علي وعلى جميع المسلمين الذين راحوا يكتمون ما أمر الله بنشره، ويشوهون ما أمر الله بتزيينه، فملأوا أعين العالم بالغشاوة التي تحول بينهم وبين منبع الحقائق، ومصدر النور، ومشعل الهداية، ومربع الرحمة.

في ذلك المحل تذكرت الآيات التي تخبرنا بأن هذا الدين ليس خاصا بنا، وتبشرنا بأن

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست