responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 108

ثانيا ـ الواعظ

قلت: فحدثني عن رحلتك الثانية.

قال: في رحلتي الثانية.. سرت إلى الطائف.. إلى تلك البلدة التي تشرفت بقدوم رسول الله a إليها، وهو يحمل أعظم رسالة في الأرض.. بل أعظم رسالة في الكون جميعا.. رسالة التعريف بالله، والدعوة إلى عبادته.

كنت قبل ذلك قد تشرفت بأداء عمرة في مكة المكرمة، ثم منها سرت إلى الطائف، وقد حاولت أن أنهج نفس الطريق الذي سلكه رسول الله a في رحلته إليها، لأستشعر الجهد العظيم الذي ناله a وهو يؤدي رسالة ربه.. فنالني من الجهد في تلك الطريق ما لم ينلني في حياتي جميعا.

في الطائف شد انتباهي رجل كانت سيما الدعاة إلى الله تتجلى على جبينه ولسانه وجميع حركاته، وكأنه يعد حركاته عدا، فلا يتحرك حركة إلا وخلط فيها من الدعوة إلى الله ما يملأك بالعجب..

سأقص عليك القصة من البداية:

كان أول ما ظهر لي عند زيارتي للطائف أن أزور مقبرتها، فليس هناك واعظ يمسح الجفاء عن القلوب مثل المقابر..

في المقبرة رأيت صاحبي الذي أرشدني إليه معلم الهداية، والذي كان الناس يطلقون عليه (الأمير)[1] ينشد مخاطبا نفسه بأبيات الحريري المعروفة، والتي ضمنها مقامته الساوية:


[1] أشير به إلى الإمام إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الحمزي الحسني الهاشمي المعروف بالأمير(1141 - 1213 ه = 1729 - 1799 م) وهو واعظ، ومفسر، من متصوفي الزيدية، نعته الشوكاني بكونه (عالم الدنيا وحافظها، وخطيب الأمة وواعظها)، ولد وتعلم في صنعاء، ورحل إلى مكة مرات ثم استقر إلى أن توفي فيها.. من كتبه (فتح الرحمن في تفسير القرآن بالقرآن)، و (فتح المتعال الفارق بين أهل الهدى والضلال) و (مجموع) ذكر فيه مؤلفات والده وشيوخه وتلاميذه وتراجم بعض معاصريه.. انظر: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، لمحمد بن علي الشوكاني، وانظر: الأعلام للزركلي.

وقد اخترناه لسببين: أولاهما أنه واعظ جمع بين الوعظ والسلوك، ولا يكمل الوعظ إلا بالسلوك.

والثاني: أنا أردنا أن نشير من خلاله إلى طائفة من طوائف الأمة التي لا تزال تتمسك بهدي نبيها a وبهدي أهل بيته الطاهرين، وهي (الزيدية)، وهي طائفة تنسب إلى زيد بن علي بن الحسين (79 - 122هـ)، وتتفق مع الاثني عشرية (والتي سنشير إلى علم من أعلامها البارزين في عصرنا، وهو القمي في الفصل الأخير) في ترتيب الأئمة حتى الإمام علي زين العابدين، ولكنها تقول بإمامة زيد بدلاً من محمد الباقر.. ومن أعلامها البارزين غير الأمير محمد بن إبراهيم بن الوزير (775 - 840هـ)، ومحمد بن إسماعيل بن الأمير (1099 - 1182هـ)، ومحمد بن علي الشوكاني (1173 - 1250هـ)

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست