responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 448

قال: للأسف قل من وجدها.. مع أنها كانت أقرب إليهم من حبل الوريد.

قلت: فما الذي منعهم منها؟

قال: أنفسهم.. الكبر الذي كانت نفوسهم ممتلئة به منعهم.. فلذلك وقعوا في وديان سحيقة لم تزدهم إلا بعدا عن الحقيقة.

قلت: هذا كلام عام أريد تفاصيله.

قال: كثيرة هي تفاصيله.. ولكني سأذكر لك نماذج عن ذلك التيه الذي وقع فيه قومنا، ووقع فيه الفن بسبب ضياعهم.

الكلاسيكية الجديدة:

قلت: فما النموذج الأول؟

قال: أول قبلة التفت إليها قومنا ـ بعد أن طلقوا الكنيسة ـ جذورهم الأولى.. وجاهليتهم الأولى.. لقد وجدوا أن الكنيسة لم تلب مطالبهم النفسية.. فعادوا إلى الخلف يبحثون عنها.

قلت: تقصد المدرسة الكلاسيكية؟

قال: أجل.. فقد اقترن ما نسميه (عصر النهضة) الأوربية بالحركة التى نشأت فى إيطاليا، واستهدفت بعث الآداب الإغريقية القديمة التي أطلق عليها أسم (الآداب الإنسانية) تمييزا لها عن كتابات رجال الكنيسة اللاهوتية.

لقد فوجئت أوروبا الغارقة فى سبات القرون المظلمة بنور الحضارة الإسلامية فانبهرت به وأحست بواقعها المرير تحت ضغط الكنيسة التى جثمت على فكرها وشعورها وسلوكها وأفقدتها الإحساس بإنسانيتها.

وهذه اليقظة المفاجئة أوقعت النفسية الأوربية فى مأزق حرج إذ تصادم فى داخلها دافع ومانع قويان: الأول دافع الاستمتاع بنور الإسلام والدخول فى فردوس حضارته حيث التوازن الفريد بين الدنيا والآخرة، وبين الروح والجسد، ففى ظله تنطلق إنسانيتهم لتعبر عن ذاتها بعيداً

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست