responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 382

يعطون منها ما يأكلون، ويلبسون، ويتزودون لبلادهم، ومنها أوقاف على تعديل الطرق، ورصفها، لأن أزقة دمشق لكل واحد منها رصيفان في جنبيه يمر عليها المترجلون، ويمر الركبان بين ذلك، ومنها أوقاف لسوى ذلك من أفعال الخير)[1]

ومن أطرف أنواع الوقف التي حكاها ابن بطوطة في دمشق وقف الأواني يقول: (مررت يوماً ببعض أزقة دمشق، فرأيت به مملوكاً صغيراً قد سقطت من يده صحفة من الفخار الصيني، وهم يسمونها الصحن، فتكسرت، واجتمع عليه الناس، فقال له بعضهم أجمع شقفها، واحملها معك لصاحب أوقاف الأواني، فجمعها وذهب الرجل معه إليه، فأراه إياها، فدفع له ما اشترى به مثل ذلك الصحن، وهذا من أحسن الأعمال، فإن سيد الغلام لا بد له أن يضربه على كسر الصحن، أو ينهره، وهو أيضاً ينكسر قلبه، ويتغير لأجل ذلك، فكان هذا الوقف جبراً للقلوب، جزى الله خيراً من تسامت همته في الخير إلى مثل هذا)[2]

ومن أنواع الوقف وقف للقرض المالي بدون فائدة، ووقف لختان الأطفال اليتامى، وأوقاف لنظافة المدينة، وأوقاف لإيناس المرضى، وأوقاف للنساء النافرات من أزواجهن، وأوقاف للمعاقين، هذا فضلاً عن المساجد، والمدارس، والمكتبات، والربط، والمستشفيات، وكان المحسنون يبنون المستشفيات، ويوقفون عليها الأوقاف، وكذا المدارس، والجامعات وأنواع الخدمات الأخرى، كالسقاية، والطرق، والمساكن، وغيرها، مما يصعب حصره[3].

الأمة:

قلت: عرفت أهمية الفرد والمجتمع في النظام الإسلامي.. ولكن المجتمعات لابد لها من نظام سياسي يحميها.. وهذا ما لم يفلح الإسلام فيه مقارنة بغيره.


[1] ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة ص104.

[2] المرجع السابق ص137.

[3] انظر ناجي معروف، أصالة الحضارة العربية ص310، 311.

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست