responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 196

قلت: هذا رجل مجنون لا ينبغي أن نقيس عليه، ولا أن نأخذ بقوله.

قال: كلهم مجانين.. كل من أخرج هذه الشجرة من غابتها ليضعها في هذا المستنقع مجنون..

لم يكن هكسلي وحده هو الذي قال ذلك.. الكل قال ذلك.. صرح أو كتم، يقول برنتون: (فالمذهب العقلي يتجه إلى إزالة الله وما فوق الطبيعة من الكون، ومن الوجهة التاريخية فإن نمو المعرفة العلمية، وازدياد الاستخدام البارع للأساليب العلمية يرتبط بشدة مع نمو الوضع العقلي نحو الكون)[1]

ويقول: (إن السببية تهدم كل ما بنته الخرافات والإلهامات والمعتقدات الخاطئة في هذا العالم (يقصد المعتقدات الدينية).. فالإله في عرف نيوتن أشبه بصانع الساعة، ولكن صانع هذه الساعة الكونية ـ ونعني بها الكون ـ لم يلبث أن شد على رباطها إلى الأبد، فبإمكانه أن يجعلها تعمل حتى الأبد، أما الرجال على هذه الأرض فقد صممهم الإله كأجزاء من آلته الضخمة ليجروا عليها، وإنه ليبدو أنه ليس ثمة ذاعٍ أو فائدة من الصلاة إلى الإله صانع هذه الساعة الكونية، الذي لا يستطيع ـ إذا ما أراد ـ التدخل في شئون عمله)[2]

أرأيت هذا المجنون الثاني.. إنه يقر بإله.. ولكنه يعزله.. وما جدوى إله معزول.

أتدري ما الذي أفضى إليه هذا القول؟

قلت: أنبئني.

قال: إن كل اختلال حصل في هذه الحضارة لم يحصل إلا بسبب هذا الموقف من الإله.. إن عزلها الإنسان عن الله هو الذي جعلها تسقط في أحضان الشيطان.. وهي سائرة خلف خطاه لن ينقذها إلا هدي محمد.


[1] جرين برنتون، منشأ الفكر الحديث، ترجمة عبد الرحمن مراد ص 27.

[2] جرين برنتون، منشأ الفكر الحديث، ترجمة عبد الرحمن مراد ص 151.

نام کتاب : ثمار من شجرة النبوة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست