responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 589

وثالثها: سير الإنسان مع الله إلى خلق الله.

ورابعها: سير الإنسان مع الله بين خلق الله، لإنقاذ خلق الله.

قلت: فأي سير منها يحقق الشهادة التي هي وظيفة الأمة ووظيفة ساستها.

قال: هي المرحلة الأخيرة من سير السالكين.. وهي رحلتهم لإنقاذ خلق الله من عبودية الشيطان.

قلت: أهي الرحلة التي تسير فيها الجيوش التي تفتح أقطار الأرض، وتجعلها بأيدي المسلمين؟

قال: لا.. ليست هذه هي الشهادة.. الشهادة أخطر من هذا.. والأمة التي يحكمها الإسلام لا تبحث عن الاستيلاء على الأراضي، وإنما تبحث عن الاستيلاء على العقول والقلوب.

وقد نصت النصوص القطعية على حرية الاعتقاد والتعبد، فلكل ذي دين دينه ومذهبه، لا يُجبر على تركه إلى غيره، ولا يُضغط عليه ليتحول منه إلى الإسلام.

ولم تذكر النصوص المقدسة هذه الأحكام من باب التوجيه فقط، بل ورد في النصوص ما يحيلها أمرا عمليا سواء من الناحية النفسية أو من الناحية التشريعية.. فالإكراه لا يجوز مطلقا بأي صفة كانت، فقد ورد قوله تعالى:) لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ((البقرة:272) في سياق ذكر الصدقات ونحوها من أنواع النفقات والصلات، وقد روى سعيد بن جبير مرسلا في سبب نزول هذه الآية أن المسلمين كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة فلما كثر فقراء المسلمين قال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم:) لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم( فنزلت هذه الآية مبيحة للصدقة على من ليس من دين الإسلام.

وروى ابن عباس أنه قال: كان ناس من الأنصار لهم قرابات من بني قريظة والنضير، وكانوا لا يتصدقون عليهم رغبة منهم في أن يسلموا إذا احتاجوا، فنزلت الآية بسبب أولئك.

وبما أن مثل هذا الأمر لا تكفي فيه التشريعات الدينية، بقدر ما تؤسسه القناعة الإيمانية

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 589
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست