responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 534

العفو والعافية في الدنيا والاخرة)[1]

بل أخبر عن بعض أصحابه، بأنه لا يتمكن من الشفاعة لهم يوم القيامة، ففي الحديث: (يا أيها الناس! إنكم محشورون إلى الله تعالى حفاة عراة غرلا، ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ﴾ (الانبياء: 104) ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي أصحابي، فقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح :﴿ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ﴾ (المائدة: 117)، فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم)[2]

عبد القادر: صدقت.. إن كل ما ذكرته صحيح..

قام أجير بولس مقاطعا عبد القادر، وهو يقول بسخرية متوجها للجمع: انظروا أيها الناس إلى تناقضات هذا الرجل.. هو يتحدث عن الشفاعة، ويدافع عنها، ثم سرعان ما ينفيها..

ابتسم عبد القادر، وقال: لا.. لست متناقضا، وليس في الحقائق الأزلية أي تناقض.

لقد ذكر هذا الرجل الفاضل الأصل والقاعدة العامة التي ينبني على أساسها التكليف، فالتكليف مبني على الجزاء.. والجزاء لا يكون إلا على العمل.

بولس: ولكن هذا يتناقض مع الشفاعة التي تعني الجزاء الخالي من العمل.

عبد القادر: هذا ما يفهمه العامة الذين لم يدققوا في النصوص، وهؤلاء هم الذين ينبغي أن يخاطبوا بما أورد ذلك الرجل الفاضل من النصوص.

أما الشفاعة في حد ذاتها فهي نوع من الجزاء على أنواع دقيقة من العمل.


[1] رواه أحمد وابن سعد والطبراني في الكبير.

[2] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 534
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست