responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 447

 

قلت: فهلا وضحت لي هذا بمثال يقربه لي.

قال: من الأمثلة على ذلك أن العقل يقتضي انقسام الموجودات إلى ما هو سبب وإلى ما هو مسبب، والسبب – كما تعلم - فوق المسبب فوقية بالرتبة.. ومن هذا الباب، فإن الفوقية المطلقة ليست إلا لمسبب الأسباب.

والموجودات تنقسم كذلك إلى ميت وحي.. والحي ينقسم إلى ما ليس له إلا الإدراك الحسي، وهو البهيمة، وإلى ما له مع الإدراك الحسي الإدراك العقلي.. والذي له الإدراك العقلي ينقسم إلى ما يعارضه في معلوماته الشهوة والغضب، وهو الإنسان، وإلى ما يسلم إدراكه عن معارضة المكدرات.. والذي يسلم ينقسم إلى ما يمكن أن يبتلى به، ولكن رزق السلامة كالملائكة، وإلى ما يستحيل ذلك في حقه وهو الله تعالى..

وهكذا ففي أي تقسيم من تقسيمات العقول نجد لله تعالى المرتبة التي ليس فوقها مرتبة.

قلت: فما علاقة هذا الاسم بتنظيم المملكة الربانية؟

قال: لا تستقيم المملكة إلا بملك قد حاز من الرتب أعلاها.. فلا ينافسه في كماله منافس، ولا يتطلع إلى جلاله متطلع.

2 ـ العزيز الحكيم

قلت: وعيت هذا.. فحدثني عن غيره.

قال: أليس من صفات الملك أن يكون عزيزا حكيما؟

قلت: أجل.. هاتان صفتان لا يستقيم الملك ولا يكمل إلا بهما.. فالملك الحقيقي لابد له من العزة بجميع معانيها، كما لا بد له من الحكمة بجميع مراتبها.

قال: فقد ذكرت الكتب المقدسة أن الله هو العزيز الحكيم.. بل قرنت بينهما في مواطن كثيرة.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست