responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 349

بأن نسمعه كلام الله تعالى القديم وهو متعذر، فإن ذلك من خصائص الكليم علیه‌السلام، فنحن لا نقدر على إسماعه أو تشبيه ذلك بشيء من مسموعاته وليس في مسموعاته ما يشبه كلام الله تعالى، فإن كل مسموعاته التي ألفها أصوات والأصوات لا تشبه ما ليس بأصوات فيتعذر تفهيمه، بل الأصم لو سأل وقال:(كيف تسمعون أنتم الأصوات)، وهو ما سمع قط صوتاً لم نقدر على جوابه، فإنا إن قلنا كما تدرك أنت المبصرات فهو إدراك في الاذن كإدراك البصر في العين كان هذا خطأ، فإن إدراك الأصوات لا يشبه إبصار الألوان، فدل أن هذا السؤال محال.

بل لو قال القائل كيف يرى رب الأرباب في الآخرة[178]، كان جوابه محالاً لا محالة لأنه يسأل عن كيفية ما لا كيفية له، إذ معنى قول القائل كيف هو أي مثل أي شيء هو مما عرفناه، فإن كان ما يسأل عنه غير مماثل لشيء مما عرفه، كان الجواب محالاً ولم يدل ذلك على عدم ذات الله تعالى، فكذلك تعذر هذا لا يدل على عدم كلام الله تعالى، بل ينبغي أن يعتقد أن كلامه سبحانه ليس كمثله شيء، كما أن ذاته ليس كمثلها شيء، وكما ترى ذاته رؤية تخالف رؤية الأجسام والأعراض ولا تشبهها فيسمع كلامه سماعاً يخالف الحروف والأصوات ولا يشبهها.

قال توما: فما تقول في الكلام الذي في المصاحف.. هل هو كلام الله أم لا، فإن كان هو كلام الله كان حالاً في المصاحف، فكيف حمل القديم في الحادث؟.. وإن قلت لا، فكيف كان احترام المصحف مجمعا عليه.

قال الباقر: إن كلام الله تعالى مكتوب في المصاحف محفوظ في القلوب مقروء بالألسنة، أما الورق والحبر والكتابة والحروف والأصوات فكلها حادثة، لأنها أجسام وأعراض في أجسام فكل ذلك حادث.. وإن قلنا إنه مكتوب في المصحف، لم يلزم أن تكون ذات كلام الله


[178] اختلفت المدارس الإسلامية في هذا، ونرى أنه خلاف لفظي لا يمكن بسطه هنا.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست