responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 272

يعلمه، وسيجزيكم على ذلك أوفر الجزاء، فإنّه لا يظلم أحدًا مثقال ذرّة.

ولله تعالى كمال العدل ؛ فالله هو العدل، المقسط، المؤمن[126] لكمال عدله.. وهو الفتّاح ؛ أي القاضي بالحقّ ؛ فلا يجور أبدًا، ولا يضيع مثقال ذرّة من خير أو شرّ، قال تعالى:P وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ O ( غافر: 20)

انظروا إلى الإشارة التي تحملها فاصلة النص.. فاسم السّميع والبصير يدل بالنّص والفحوى على مناط تفرّد الربّ بالحكم بين عباده ؛ وهو كماله ونقص ما يدعى من دونه ؛ فالله هو الكامل في سمعه وبصره؛ ولهذا كان هو الحكم وحده قدرًا وشرعًا، وجزاءً.

ولله تعالى جميع الكمالات التي يفتقر إليها الظالم.. فهو العليّ، والكبير، والجميل، والحميد، ولهذا يضع الأشياء في مواضعها ؛ ولا يتصوّر أن يقع منه ظلم أَلْبَتَّة، قال تعالى:P فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ O ( غافر: 12)

وهو الواسع الذي يوسع على عباده في أحكامه الدينية ؛ فلا يكلّفهم ما لا يطيقون، ويوسّع عليهم في أحكامه القدريّة ؛ فلا يعاجلهم بالعقوبة، ويوسّع عليهم في أحكامه الجزائيّ؛ فلا يؤاخذهم بكلّ معصية، بل يتجاوز، ويعفو، ويغفر ؛ لأنّه العفوّ، والغفور، والغفّار، ولا بُدّ أن تتحقّق متعلّقات هذه الأسماء، وتظهر آثارها.. وفي الحديث قال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم:( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ)[127]

البخل:

قالوا: وعينا هذا.. فحدثنا عن الثالث.. حدثنا عن تنزه الله عن البخل.


[126] وهو في أحد التّفسيرين بمعنى الَّذي أمن عذابه من لا يستحقّه.

[127]رواه مسلم.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست