النجاح) باعتبار أن صاحبها كان من أبناء الطرق الصوفية[241]، ولذلك تخلت عن دعمها للجمعية بعد أن ناصرتها في بداية تأسيسها، بل تحولت إلى مواجهتها والصراع معها.

مع العلم أنها أتاحت المجال لابن باديس لنشر مقالاته الإصلاحية – مع علمها بتوجهه الفكري- قبل أن يحصل ما حصل[242]، فقد كان يكتب فيها تحت عنوان (خطرات الأسبوع) فقرات مختصرة طرح فيها الكثير من القضايا الإصلاحية، واستمرت لأكثر من سنتين[243]، وكان يمضي فيها باسم مستعار هو (العبسي)[244]

تضييع الطاقات:

وهي كثيرة جدا، من المثقفين وغيرهم من أبناء الزوايا أو المؤيدين لها، والذين انلقبوا على الجمعية بمجرد إعلان صراعها مع الطرق الصوفية.

وكمثال على ذلك (مامي إسماعيل) رئيس تحرير جريدة النجاح الذي أشرنا إليه سابقا، والذي استطاع باجتهاده أن يصل بجريدة النجاح إلى نواح كثيرة في الجزائر، وكانت الشهاب

[241] يقول الشيخ أحمد حماني : ( أما جريدة النجاح فإنها من أوائل الجرائد العربية بروزا إثر الحرب العالمية الأولى أسست عام 1919 م بمدينة قسنطينة ومؤسسها هو السيد عبد الحفيظ بن الهاشمي من آل زاوية ( سيدي علي بن عمر) بطولقة الرحمانية) (أحمد حماني: صرا ۶ بين السنة والبدعة أو القصة الكافة للسطو بالإمام عبد الحميد بن باديس، ج1، ص 128)

[242] يذكر البعض أن ابن باديس كان من المؤسسين لها، وهذا غير صحيح، فقد كان مجرد كاتب فيها.

[243] وكان آخر عدد لها يوم 28 مارس 1925، العدد 201، وقد ورد في جريدة النجاح هذا العنوان:( خطرات الأسبوع، تحت هذا العنوان رغب منا أحد الكتاب أن نفسح له مجالا يكون درسا جامعا للعبر والحوادث والانتقادات واللمح التاريخية وغير ذلك من القواعد المتنوعة خدمة للعلوم والحقائق وسعيا وراء الواجب الذي يقضي بالعمل المتواصل، وعليه فقد لبينا هذا الاقتراح الجليل تحت الإمضاء أسفله (العبسي) (فسم التحرير ; خطرات الأسبوع، النجاح، ع 172 يوم 12 سبتمبر 1924، ص 2)

[244] وقد كان إمضاء مستعارا لابن باديس في النجاح وغيرها، انظر: أحمد حماني ; الصراع بين السنة والبدعة، ص 128.