responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 108

معارج العرفان والفهوم، فيستشعر حياء العبودية، فيتبرأ من حوله وقوته والالتفات إلى نفسه بعين التعظيم والرضا، فإذا قرأ آيات الوعد ومدح للصالحين لا يشهد نفسه عند ذلك، بل يشهد الموقنين والصديقين، ويتشوف إلى أن يلحقه الله عز وجل بهم [1].

وهذا الشعور، وهو عودة التالي إلى عبوديته، هو الباب الذي منه تلوح أنوار الكشوفات والفهوم، فهي كما يقول الغزالي: (لا تكون إلا بعد التبري عن النفس وعدم الالتفات إليها وإلى هواها) [2]، فالعبد إذا رأى نفسه بصورة التقصير في القراءة كانت رؤيته سبب قربه [3].

هذه هي المراتب التي يضعها الغزالي للعبور إلى الحقائق القرآنية، وهي ـ كما رأينا ـ تنبع من منهجه الإصلاحي المعتمد على إعطاء الطرق العملية للحقائق التي يتحدث عنها دون الغلو في المسائل النظرية، وذلك ما يتيح للعامة والخاصة ـ على حد سواء ـ الاستفادة من الحقائق التي لا يكفي فيها مجرد الإجمال أو الوعظ.

3 ـ مقاصد القرآن الكريم:

رأينا في المطلب السابق ضرورة استعمال آلية التدبر بمراتبها المختلفة للوصول إلى حقائق القرآن الكريم، ولكن تلك الحقائق تختلف بحسب مقاصد المتدبرين واهتماماتهم، ولذلك قد توصف بالعمق أحيانا والسطحية أحيانا أخرى، والسبيل الذي يراه الغزالي لتعميق


[1] المرجع السابق 1/288.

[2] المرجع السابق .

[3] وقد اتفق على هذا المبدأ السلوكي كل الصوفية كما يعبر على ذلك ابن عطاء الله السكندري في حكمة بقول : (أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها)، انظر: عبد المجيد الشرلولي، شرح الحكم العطائية، تحقيق عبد الفتاح البزم،ك1، عين مليلة: دار الهدى 1991،ص45 .

نام کتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست