responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 18

 

التنويريون.. والجرأة على السنة

يكاد يتفق التنويريون جميعا بمختلف طوائفهم على احتقار السنة النبوية المطهرة، وعدم اعتمادها أو اعتبارها، بل هم يذبونها عنهم مثلما يذبون الذباب، لا يتكلفون في ذلك أي عناء ولا جهد ولا بحث.. فلازمتم المعروفة هي مخالفة السنة للعقل، وللقرآن، وللفطرة، وأنها من إنتاج الأمويين أو العباسيين، أو من نتاج الكذابين الوضاعين.

وعندما يذكرون ذلك، يتوهم الكثير أن هذه النتائج قد تولدت عن بحث طويل، أو عناء شديد في النظر في أسانيد الأحاديث أو طرقها، أو أنهم عرضوها فعلا على القرآن الكريم أو العقل الحكيم.. بينما هم لم يفعلوا شيئا من ذلك.. ذلك أنهم لم يعرضوها إلا على هواهم المجرد، والذي يسمونه مرة قرآنا، ومرة عقلا، ومرة فطرة، وهو في حقيقته لا يعدو أن يكون هواجس نفس أمارة، أو وساوس شيطان رجيم.

ولذلك يمكن اعتبار موقفهم من السنة المطهرة هو السبب في كل البلايا التي وقعوا فيها، ذلك أن احترام السنة احترام لصاحبها، وتعظيم له، واحتقارها احتقار له، ويستحيل على من يفعل ذلك مع رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أن يوفق لأي خير، أو يهتدي لأي صواب.

فالله تعالى نهانا عن مجرد دعاء رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) باسمه، أو رفع الصوت أمامه؛ بل اعتبر ذلك محبطا للعمل؛ فكيف بالتجرؤ على إنكار سنته، أو إدخال الهوى فيها؟

لذلك نجد الصادقين لا يتجرؤون على ردها، ولا على مناقشتها، ولا على كتمانها، وإنما يجتهدون في تفعيلها في كل شيء، مثلما يجتهدون في تفعيل القرآن

نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست