responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 192

 

فليكن لكم في المسيح أسوة

من المشاهد العظيمة الواردة في القرآن الكريم، والتي يمكن أن نستفيد منها ـ بشرط التدبر والتأمل المتجرد من كل ذاتية ـ الموقف الذي أخبر الله تعالى فيه عن حديث المسيح عليه السلام مع الله تعالى في شأن الذين اتخذوه إلها من دون الله، أو مع الله.

وتظهر قيمة ذلك المشهد عند مقارنته بتلك المشاهد المزورة التي راح يرسمها بعضهم لسؤال الله لعباده في الآخرة، والتي يتألون فيها على الله، ويسيئون الأدب معه، ويطالبونه بلهجة حازمة شديدة بأن يطبق ما ذكره من رحمته التي وسعت كل شيء.. وكأن الله تعالى مؤتمر بأوامرهم، وليسوا هم المؤتمرين بأوامره..

في ذلك المشهد يظهر المسيح عليه السلام بمثل صورته التي عرفناه بها في الدنيا.. صورة العبد المتواضع العارف الرقيق الممتلئ بكل ألوان الأدب.. والذي يعرف قدره، فلا يجاوزه، ويعرف قدر ربه، فيحفظه، ويوقره، ويقدسه.

عندما سأله الله عن أولئك الذين عبدوه من دون الله.. تنصل بكل أدب منهم، بل تبرأ إلى الله من فعلهم.. ثم بين أن شهادته عليهم كانت في الدنيا، أما بعد توفيه، فقد خرج الأمر من يده، وبقي بيد الله.

وبعد أن بين عذره، راح ينطق بهذه الحكمة العرفانية التي تحتاج منا أن نتأملها، لنتأدب مع الله، ونترك له الدينونة المطلقة، ولا نجاوز حدودنا وما أتيح لنا.. لقد قال ـ كما ذكر القرآن الكريم ـ:﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ

نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست