responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 153

الأعراب يعذبون، وأهل المدنية المعاصرة يُتجاوز عنهم؟

ثم ما يقولون في تلك النصوص المقدسة التي حوت تلك التهديدات الشديدة.. مع العلم أن الله قد أمرنا بتلاوتها، والتدبر فيها لتبقى دائما بين أعيننا نرتدع من خلالها، لنتخلص من أسر الأهواء، والتثاقل إلى الأرض؟

ثم ما يقولون في اعتبار الله تعالى رسوله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) نذيرا بين يدي الساعة، واعتباره محذرا للبشرية من العذاب الشديد الذي سيلحق بها إن لم تتبعه، ولم تؤمن به؟

لا يمكنهم الإجابة عن هذه التساؤلات إلا بشيء واحد، وهو محو كل التهديدات الواردة في النصوص المقدسة، أو اعتبارها منسوخة بآية الرحمة الواسعة، مثلما نسخ المتشددون كل آيات الرحمة والصفح بآية السيف.. ويقرأ عليهم في هذه الحالة قوله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ﴾ [البقرة: 85]

قد يقال: بأن هناك ناسا لم يسمعوا بالإسلام، ولا بأدلة الإيمان.. ولذلك، فإنهم معذورون من هذه الناحية.

ونحن لا ننكر هذا، ولكن هذا يصدق على العوام لا على الخواص، وعلى الأميين لا على العلماء.. وحتى لو صدق على العوام، فإن الشريعة تأمرنا بالتوقف في إصدار الأحكام في شأنهم، فلا نحكم لهم بجنة ولا نار، ولا ندعو لهم بأحدهما، لأن الأمر لله تعالى من قبل ومن بعد.

أما أن نصيح في الملأ، ونخطب على المنابر، داعين بالرحمة والمغفرة والجنة لمن قضى حياته يدعو إلى الإلحاد، ويبرره، ويصبغه بالصبغة العلمية، وبسببه صار للإلحاد سوق.. فهذا عجيب وإرجاء لم يحصل مثله في التاريخ.. حتى في تاريخ اليهودية والمسيحية.

نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست