responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42

يقول بكروية الأرض! واشتد نكيره عليه، وقال: (هذا لا يقوله إلا جهمي!)[1]

ثانيا ـ تشويه القيم القرآنية.

يمكننا تقسيم المحار الكبرى التي يدورها عليها القرآن الكريم إلى محورين كبيرين:

المحور الأول هو محور الحقائق الكبرى التي يتشكل منها الوجود بنوعيه الواجب والممكن، وهو ما تحدثنا عنه في المبحث السابق.

والمحور الثانية هو القيم التي يتنظم بها الإنسان في هذا الوجود انتظاما صحيحا وإيجابيا لينال بذلك حظه من الكمال والسعادة.

والقرآن الكريم تناول بتفصيل كلا الجانبين، وربطهما ببعضهما البعض ربطا محكما، فحقائق الوجود هي التي تغذي القيم، والالتزام بالقيم هو الذي يرفع الإنسان إلى آفاق الكمال التي تؤهله للتعرف على الوجود ونيل حظه من الفلاح والسعادة فيه، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ [التين: 4 - 6]

فقوله تعالى ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يشير إلى الإيمان بحقائق الوجود كما ذكرها الله لا كما ذكرتها الخرافة، وقوله ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ إشارة إلى الالتزام بالقيم القرآنية، لا القيم التي صاغها البشر لأنفسهم، أو صاغها لهم الشيطان.

وكما أن العبث أصاب الحقائق القرآنية من خلال سلف السلفية، فقد أصاب العبث القيم القرآنية أيضا، حيث جرى التلاعب بها باسم الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ونحوها من علوم القرآن الكريم التي ابتدعها سلف السلفية، وقيدوا بها المعاني


[1] مختصر اللفظ في مسألة دوران الأرض، ص19.

نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست