responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 34

تحريفاتهم فيها ولا حرج.

2 ـ تشويه الحقائق الكونية:

مثلما حصل الوهم الكبير للسلفية حين وثقوا في سلفهم كل تلك الثقة العمياء التي جعلتهم يتركون آيات الله المحكمات ليتعلقوا بالمتشابهات، ليبنوا عليها جدرانا من الأوهام جعلهتم أقرب إلى الوثنية منهم إلى التوحيد.. حصل لهم مع الحقائق الكونية التي تشكل جزءا مهما جدا في القرآن الكريم.

فقد تصور السلفية أن سلفهم ـ كما أحاطوا علما بالله وملائكته وكبته ورسله ـ فقد أحاطوا علما كذلك بالكون، ولذلك راحوا ينهلون منهم معارفهم في الفلك والجغرافيا والتاريخ والطب وكل العلوم، ويفسرون القرآن الكريم من خلالها.

وقد تناسوا خلال ذلك الانبهار بالسلف استحالة إحاطة أي جيل من الأجيال بالمعاني القرآنية.. لأن الله تعالى أخبر أن عطاء القرآن الكريم ممتد، وأن كل جيل ينهل منه بحسب استعداداته، كما قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53]

لكن السلفية الذين حصروا فهم القرآن الكريم في السلف الأول من أصحاب القرون الثلاثة الأولى، حجروا على غيرهم أن يتحدث في الحقائق القرآنية.

ولهذا كانوا أول من بادر إلى تحريم تفسير القرآن بمقتضيات العلم، باعتبار أن من شروط المفسر عندهم ألا يخالف ما ورد عن السلف.

كما نص على ذلك بعضهم، فقال: (إنَّ أي تفسير جاء بعد تفسير السلف، فإنه لا يقبل إلا بضوابط ،وهذه الضوابط: أن لا يناقض (أي: يبطل) ما جاء عن السلف (أعني: الصحابة والتابعين وأتباع التابعين) .. وذلك لأنَّ فهم السلف حجة يُحتكم إليه، ولا تجوز مناقضته البتة، فمن جاء بتفسير بعدهم، سواءً أكان مصدره لغة، أو بحثًا تجريبيًا، فإنه لا

نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست