responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 24

الذي جرى عليه مجرى العلماءُ المحقّقون، وقد فصّل السيوطي القول في نسخة (علي بن أبي طلحة عن ابن عباس)، وفي غيرها من الروايات، وبيّن ما يصحُّ منها وما لا يصحُّ على تساهل منه في التصحيح معروف، ثم نقل عن الشافعي أنه قال: (لم يثبت عن ابن عباس في التفسير شبيهٌ بمئة حديث)[1]، وكلمة الإمام أحمد التي احتجّ بها الفريقُ الأول هي - إن صحَّت - حجّةٌ عليهم إذا فسِّرت على ظاهرها، لأنه لا يجوز الجزم بما لا أصل له اتفاقاً، ولذلك فسّرها المحققون من أصحابه بأن مراده: أن الغالب أنه ليس لها أسانيد صحاحٌ متصلة، وإلا فقد صحَّ من ذلك كثيرٌ، وعليه فلا يجوز أيضاً التسوية في تفسير كلام الله بين ما صحَّ من الآثار وما لم يصحّ، وأن تساق مساقاً واحداً، هذا ما لا يقوله عالمٌ، وإن قال خلافه عالم، فله وجهة نظر عنده، ولا يُجعل قاعدةً .. وختاماً: فإني أرى أنه لا بد من إخضاع أسانيد التفسير كلّها للنقد العلميِّ الحديثي، وبذلك نتخلّص من كثيرٍ من الآثار الواهية التي لا تزال في بطون كتب التفسير، وما كان سكوت العلماء عنها إلاّ لكثرتها وصعوبة التفرّغ لها)[2]

انطلاقا من هذا سنحاول هنا، وباختصار، أن نذكر نموذجين عن تأثير المنهج السلفي المعتمد في التفسير على الحقائق القرآنية، وهما يمثلان أصول الحقائق القرآنية، والتأثير فيهما تأثير في الدين جميعا، وقد اعتمدنا في الأمثلة والنماذج على التفاسير المعتبرة عند أعلام السلفية القدامى والمحدثين.

1 ـ تشويه الحقائق العقدية:

ربما يكون المنطلق الأول الذي بدأ فيه تشويه التراث السلفي للحقائق العقدية هو عدم إعمالهم للتفريق بين المحكم والمتشابه في القرآن الكريم، أو خلطهم بينهما،


[1] الإتقان (2/188-189)

[2] أبو إسحاق الحويني في مقدّمة تحقيقه لتفسير ابن كثير (1/ 8)

نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست