responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 13

ولذلك لقيت عناية كبيرة من طرف السلفية الذين أثنوا عليها، بل اعتبروها مصادرهم الأساسية في فهم القرآن الكريم، بل لم يحلوا لأحد من الأمة أن يتجاوزها إن أراد أن يفهم كتابه المقدس غضا طريا كما أنزل.

يقول ابن تيمية، وهو يوضح منهج سلفه في التفسير: (إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها؛ ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح؛ لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين)[1]

وهذا الكلام من ابن تيمية ـ مع جماله الظاهري ـ يحوي مغالطة عظيمة ذلك أن المروي عن هؤلاء الراشدين المهديين ـ كما يقول ـ محصور جدا في كتب التفسير، بل لا يكاد يوجد.. حتى قال السيوطي ـ وهو من أكبر المهتمين بجمع كل ما روي من التفسير بالمأثور ـ: (لا أحفظ عن أبي بكر في التفسير إلا آثارا قليلة جدا لا تكاد تجاوز العشرة)[2]، بل إنهم يروون عنه أنه سئل عن آية، فقال: (أي أرض تسعني؟ أو أي سماء تظلني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لم يرد الله؟)[3]

ومثله روي أن عمر قرأ على المنبر قوله تعالى: ﴿فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ [عبس: 27 - 31]، ثم قال: كل هذا قد عرفناه فما الأب؟ ثم رفع عصا كانت في يده فقال: هذا لعمر الله هو التكلف فما عليك أن لا تدري ما الأب، اتبعوا ما بين لكم هداه من الكتاب، فاعملوا به،


[1] مجموع الفتاوى (13/ 364)

[2] الإتقان(2/493)

[3] ذكره القرطبي في تفسيره 1 ص 29.

نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست