responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 294

أول أداة استعملها الشيطان ليخترق بها العقل السلفي، ومعه التدين السلفي، هو تعطيل صلاحية اعتبار المقدس مرجعا أعلى يتحاكم إليه عند الخلاف، كما قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: 59]

والآية الكريمة تعني الرجوع إلى القرآن الكريم لمحاكمة أي رواية أو حديث أو رأي أو اجتهاد في أي قضية عقدية أو سلوكية .. بل كل ما يتعلق بجميع قضايا الحياة، فالقرآن الكريم هو النور الهادي الذي جعله الله قبلة للهداية، ومصدرا للنور، كما قال تعالى:﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ﴾(النحل: 89)

لكن العقل السلفي لم يهضم هذا، أو لم يستطع أن يتقبله بسبب أن آراء كثيرة وردته عن سلفه بأسانيد صحيحة تتناقض مع القرآن، وهو يقدس سلفه، ويعتبر من البدعة أن يتهموا بالكذب أو بالخيانة أو بسوء الفهم.. ولهذا فقد كان مخيرا بين التضحية بسلفه، أو التضحية بالقرآن الكريم.. وقد اختار لنفسه، أو اختار له شيطانه أن يقدم سلفه على القرآن الكريم.

وهذا الذي ذكرته موضع اتفاق بينهم جميعا، وإن لم تكن لهم الجرأة على التصريح المباشر به .. بلى .. فقد كان منهم من تجرأ على التصريح به، وهو علم من أعلامهم الكبار الذين يرجعون إليه كل حين، ويعتزون بشجاعته في قول الحق، وهو أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (المتوفى: 329هـ)، والذي قال في كتابه( شرح السنة): (إذا رأيت الرجل جالس مع رجل من أهل الأهواء، فحذره وعرفه، فإن جلس معه بعدما علم فاتقه، فإنه صاحب هوى، وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده،

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست